إن اسم السيليوليت الرنان يعطي انطباعا وكأنه مرض أو عارض صحي، إلا أنه في الحقيقة ليس شيئا أكثر من الدهون المحشورة تحت الجلد. الجلد يبدو متجعدا وذا تضاريس لأن هذه الدهون تحشر نفسها في النسيج الليفي الضام تحت الجلد، مما يجعل المظهر سيئا.
السيليوليت ليس خطيرا على الصحة، لكن الناس يسعون للتخلص منه بسبب الطريقة المزعجة التي يؤثر بها على شكل البشرة وتناسقها.
ما هي مسببات السيليوليت؟
إذا كنت تعانين من السيليوليت في بعض مناطق جسمك، فهذا لا يعني أن لديك زيادة في الوزن بالضرورة. حتى النساء النحيلات يمكن أن يصبن به. ولكن بالطبع إذا كانت لديك زيادة في الوزن، فعندها يصبح تخفيف الوزن عاملا مهما للتقليص من حدة هذه المشكلة.
السيليوليت يصيب النساء أكثر من الرجال، وإذا كانت قريباتك قد أصبن به فهناك احتمالية قوية أن تصابي به أنت أيضا.
العوامل الأخرى التي تلعب دورا في الإصابة بالسيليوليت غير الاستعداد الوراثي هي:
- التغذية السيئة.
- الوجبات السريعة.
- بطء عمليات الأيض.
- قلة ممارسة الرياضة.
- التغيرات الهرمونية في الجسم.
- الجفاف أو قلة شرب الماء.
- زيادة النسيج الدهني في الجسم.
- سماكة ولون البشرة. حيث لوحظ أن النساء السمراوات أقل عرضة للإصابة بالسيلوليت من النساء البيضاوات، وحتى لو أصبن به، فإنه لا يكون ملحوظا بنفس الطريقة التي يظهر بها على النساء البيضاوات.
طرق التخلص من السيليولايت:
هناك الكثير من المنتجات والعلاجات التي تعدك بالتخلص نهائيا من مشكلة السيلوليت المزعجة في الفخذين والبطن والأرداف. لكن حالات قليلة فقط أظهرت أن هذه العلاجات والمنتجات عملت بفعالية فعلا أو لوقت طويل، بل كان مفعولها في معظم الحالات مؤقتا. إليك هنا ما يجب أن تعرفينه عن بعض هذه المنتجات:
كريمات السيليوليت:
هذه الكريمات تعدك بنعومة البشرة وذلك بإذابة الدهون الموجودة أسفل الجلد. لكن العديد من هذه الكريمات تحتوي على الأمينوفلين aminophylline وهو مركب دوائي يستخدم لعلاج الأزمة الصدرية. لا يوجد أي دراسات علمية تظهر أن لهذه الكريمات أثرا حقيقيا، وبدلا من ذلك فإنها يمكن أن تكون ضارة لبعض الناس. حيث أنها باستهدافها الدهون المتحشرة تحت الجلد، فإنها تقوم بتضييق الأوعية الدموية وإجبار الجلد على التعرق، والذي قد يكون خطيرا للأشخاص الذين يعانون من الأساس من مشاكل تتعلق بالجهاز الدموي، ولعل أبرزها عروق الدوالي. وبالطبع فإن الأمينوفلين مثله مثل غيره من المركبات الدوائية، قد يسبب الحساسية لبعض الأشخاص.
عملية شفط الدهون Liposuction
هذه العملية مخصصة لاستخراج الدهون من الجسم. ولكنها تستخرج الدهون العميقة، وليس السيليوليت، والذي ذكرنا أنه يتمركز تحت الجلد مباشرة. الأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلد حذرت أن عمليات شفط الدهون قد تؤدي إلى أثر عكسي على الجلد، أي أنها تزيد من مشكلة السيليوليت في الجسم لأنها تزيد من ترهل الجلد.
الميزوثيرابي Mesotherapy
الميزوثيرابي طريقة علاج تم تطويرها في أوروبا منذ العصور القديمة، بشكل أساسي للتخفيف من آلام البشرة المتهيجة والمتحسسة. وهي عبارة عن حقن صغيرة و دقيقة جدا غير مؤلمة الى حد ما ، تعطى تحت سطح الجلد و تحتوي على مواد و تراكيب مختلفة قد تكون مستخلصات نباتية او
مكملات غذائية او فيتامينات او إنزيمات او احماض أمينية او مواد مغذية او مواد معدنية او أدوية.
و تقوم فكرة استخدامها على نظرية أن هذا المزيج من المواد أو الادوية يؤدي الى إذابة الشحم المتواجد تحت الجلد و انكماش الخلايا الدهنية .
الميزوثيرابي يمكن أن يقوم بتكسير طبقة الدهن تحت الجلد، وبالتالي تحسين المظهر بشكل بسيط. لكن له آثار جانبية مثل: التعرق الزائد، العدوى، ملامح غير اعتيادية للجسم.
علاجات المساج والمنتجعات الصحية:
المساج قد يحسن من مظهر الجلد بشكل مؤقت، لكنه لا يزيل السيلوليت. أي علاج مؤقت للسيليوليت يكون على الأرجح بسبب فقدان السوائل الزائدة من الجلد أو الجسم، وليس الدهون.
العلاج بالليزر:
الشركات المصنعة لأجهزة الليزر تقول إنها تذيب الشحوم تحت الجلد، وتذيب أيضا الألياف التي تحبس الدهون فيها والتي تكونت أيضا تحت الجلد. لكن تأثيرها مؤقت مثلها مثل غيرها، وأيضا فهي تسبب الحروق وتهيج البشرة لدى شريحة واسعة من النساء.
الخلاصة:
بالرغم من أن العلم يطل علينا كل مرة بطرق جديدة، ومن أن الأطباء في سعي حثيث للعلاج على حل ناجع لهذه المشكلة، وقد يقترحون عليك إلى الآن القيام بالتعرض للأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، على أمل أن هذه الموجات الضوئية قد تسبب تكسر الخلايا الدهنية،ومن ثم قد يقترحون عليك شفط الدهون والمساج العميق، إلا أن هذه الأمور كلها لن تعالج المشكلة من جذورها حتى الآن.
وبالرغم من ذلك، فأنا شخصيا لا أجد أن العلم سوف يبتكر أي علاج جذري للمشكلة، مالم يكن حلا على مستوى الجينات! فأي علاج للسيلوليت قد يفقد تأثيره ببساطة إذا أصرت المرأة على أسلوب الحياة الخاص بها، والخالي من التمارين الرياضية والطعام الصحي. إذ أن فضلات الطعام ستتراكم في الجسم مرة أخرى على هيئة سيليوليت.
لذلك فإن ما أقترحه عليك للوقت الحالي هو ممارسة التمارين، وتخفيف الوزن لو كنت بحاجة إلى ذلك. التمارين الرياضية المقترحة هي تمارين تقوية العضلات التي تعاني من تراكم السيليوليت فوقها، وبالطبع تجنب الأطعمة السريعة والمنتجات الغذائية المصنعة، والإكثار من الخضار والفواكه الطازجة في الطعام اليومي.