الجراثيم سوف تقتلنا يوما من الايام
الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية خطر على البشرية و ليس عليك فقط كفرد
لتفهم هذه المعادلة اقرأ المقال التالي
تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية سنة 2015
التقرير مخيف بكل ما تحمله الكلمة من معنى..!!
لقد حذّرت المنظمة من أنّنا مهددون بالرجوع لعصر ما قبل اكتشاف المضادات الحيوية, وسبب ذلك هو المقاومة للمضادات الحيوية أو يُطلق عليها بشكلٍ عام اسم
( antibiotic resistance )
ولِشرحِ خطورة هذا الأمر سنتذكّر قصّة تعود لسنة 1919 أثناء الحرب العالمية الأولى حوالي 40 مليون شخص ماتوا بسبب فايروس إنفلوانزا, وعندما قام الأطبّاء بتحليل سُلالة الفايروس وجدوا أنّه لا يختلف كثيراً عن السُلالات الموجودة اليوم .
لكنّ السؤال ما هي علاقة الفايروس بالبكتريا, وما سبب موت عدد كبير من الناس ؟
أكّد فريق من المعهد القومي للصحة في أمريكا سنة 2008
أنّ أكثر الوفيّات لم تكن بسبب الفايروس, وإنّما بسبب البكتيريا التي تعيشُ بشكلٍ طبيعي في الأنف والحنجرة, هذه البكتيريا أثّرت على الرئة بعدما قام الفايروس بتدمير خطوط الدفاع داخل الرئة.
نعم .. لقد مات 40 مليون شخص في عام واحد, ولم يستطع أحد أن يفعلَ شيئاً, وفي سنة 1928 قام ( ألكسندر فلمنج ) باكتشاف المضادات الحيوية بالمصادفة, لقد غيّر هذا الاكتشاف مجرى التاريخ, وبدأت بعده سلسلةُ اكتشافاتٍ وتعديلات على المضادات الحيوية استمرّت على مدار خمسين سنة, ومن ثمّ توقّفت هذه الاكتشافات بسبب عدم وجود مصادر لم يتم التعرّف عليها .
إلا أنّ الاستخدام السيء للمضادات, وتناول جرعات منها بشكلٍ عشوائي ومن دون رقابة أو استشارات طبيّة, سبّب عودة أنواع جديدة من البكتيريا, وهذه الأنواع مقاومة لكلّ المضادات الحيوية المُكتشفة, ومن بينها بكتيريا ( MRSA), لقد وجد العلماء أنفسهم في أزمة تهدد حياة البشرية مرّة أخرى, فبدؤوا بتكثيف أبحاثهم لفهمِ طبيبعة هذه البكتيريا وكيفية التغلّب عليها, وقد نجحوا في التوصل إلى نتيجة مهمة جداً قد تكون البديل على استخدام المضادات الحيوية.
لاخط العلماء وجود نوع من البكتيريا يُسمى ( vibrio fischeri ), وهذا النوع يصدر الضوء من تلقاء نفسه , وعندما قاموا بوضع هذه البكتيريا في محلول قليل التركيز توقفت البكتيريا عن إصدار الضوء, واستنتجوا أنّ هذه البكتيريا لا تُصدر الضوء إلا إذا كانت ضمن مجموعات, وعندما طبقوا العملية على أنواع أخرى من البكتيريا لاحظوا أن هذه البكتيريا لا تفرز السموم إلا حينما تصل إلى أعداد معينة ومن ثمّ تبدأ بمهاجمة الجسم, وكانت تساؤلاتهم حول كيفية معرفة البكتيريا بأنها وصلت إلى العدد المطلوب لمهاجمة الجسم ؟ فبدؤوا في البحث عن إجاباتٍ لتساؤلاتهم, فوجدوا أنّ كل نوع من الخلايا تُفرز مركباً خاصّاً بها, وفي الوقت نفسه عندها مستشعر أو Receptor لنفس المركب ( الرجاء توضيج الفكرة من عنده المستشعر الخلايا أم البكتيريا ), وعندما تكون البكتيريا في مجموعة فإنّ هذا المستشعر يقوم باستقبال عدد كبير من المركب, فتقوم البكتيريا وقتها بمهاجمة الجسم .
نلاحظ في الصورة الأولى أنواع من البكتيريا مع المركب الذي بتواصلوا من خلاله, ونلاحظ أيضاً أن بدايات كل مركب موحدة والاختلاف يكون في النهايات
إذاً العلماء عثروا على اللغة الموحدة التي تتواصل من خلالها البكتيريا
فالبكتيريا من خلال هذه اللغة تستطيع معرفة أنها لوحدها أم ضمن مجموعة من نفس نوعها, فكان الحل لدى العلماء هو إنتاج مواد ترتبط مع المركبات وتوقف إفرازها, وبالتالي فإنّ البكتيريا لن تستطيع التواصل مع بعضها ولن تستطيع مهاجمة الجسم وحيدة .
التدقيق اللغوي أ. رامي الشيخ
الإبتساماتإخفاء